: آخر تحديث
"إيلاف" تقرأ لكم في أحدث الإصدارات العالمية

تشكيل الدراما السياسية غير مفهوم عاطفيًا وفكريًا

150
171
151

من منطلق أننا لا نفهم العقل الرجعي، فقد أوضح مارك ليلا في كتابه "عقلية الغرقى: من ناحية رد الفعل السياسي" أن الأفكار والعواطف التي تشكل الدراما السياسية اليوم غير مفهومة بالنسبة إلينا.

إيلاف: يعد مارك شخصية متطرفة، عصرية وثورية، وهو ذلك الشخص الذي غرق في الحاضر المتغير بسرعة والمعاناة من الحنين إلى الماضي المثالي، والخوف المروع من أن التاريخ يمضي مندفعًا نحو كارثة، كما إن ارتباطاته وانشغالاته السياسية تُدفَع بمجموعة أفكار غاية في التطور.

توظيف سياسي
بدأ مارك حديثه في الكتاب بالإشارة إلى ثلاثة من فلاسفة القرن العشرين هم: فرانز روزينويغ، إريك فويغيلين وليو ستروس، الذين عزوا مشكلات المجتمع الحديث إلى حدوث كسر في تاريخ الأفكار، وشجَّع على العودة إلى أساليب التفكير السابقة. ثم قام بدراسة القوة الدائمة للروايات التاريخية الكبرى عن الخيانة لتشكيل وجهات النظر السياسية منذ الثورة الفرنسية.

كما أظهر مارك الطريقة التي تم من خلالها توظيف تلك الروايات في كتابات المتشائمين من الجناح اليميني في الثقافة والماويين الجدد في القارة الأوروبية، والمحافظين الأميركيين الذين يتخيلون بشأن انسجام المجتمع الكاثوليكي في العصور الوسطى والإسلاميين الراديكاليين الذين يسعون إلى استعادة الخلافة الإسلامية المختفية. 

رجعيو التاريخ
ونوه مارك في كتابه أيضًا بأن الروح الثورية التي ألهمت الحركات السياسية في أنحاء العالم كافة على مدار عقدين ربما اختفت، ولم يعد لها وجود. لكن روح رد الفعل التي ظهر لتلبيتها ظل باقيًا، ونجح في أن يثبت نفسه باعتباره قوة تاريخية كبرى. 

أظهر استكشاف مارك الرائع للتحفظ السياسي الطريقة التي ساعد من خلالها مَن يُطلق عليهم الرجعيون على تشكيل التاريخ. وبكشفها عن آليات رد الفعل السياسي، اقترب مارك من الموضوع عبر عدسة دينية فريدة من نوعها. وبدا من الواضح، وفقًا لما ورد في الكتاب من محتوى وأفكار، أن مارك كاتب موهوب بشكل رائع، وهو ما أبرزه من خلال سرده للمحتوى.


أعدت "إيلاف" التقرير بتصرف عن موقع "نيويورك ريفيو بوكس"، المادة الأصل على الرابط أدناه
https://www.nyrb.com/products/the-shipwrecked-mind?variant=16634265671


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ثقافات