: آخر تحديث
بهدف إنهاء الأزمة الخليجية المستمرة منذ يونيو 2017

وزير الخارجية القطري يتحدث عن تقدم في مباحثات مع السعودية

74
69
62
مواضيع ذات صلة

الدوحة: أعلن وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أنه تمّ إحراز "بعض التقدم" خلال مباحثات مع السعودية بهدف إنهاء الأزمة الخليجية، مشيرًا الى أن "الطلبات الـ13" التي كانت الرياض وحلفاؤها يضعونها كشرط للمصالحة ليست على طاولة البحث.

قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر في يونيو 2017 علاقاتها الدبلوماسية مع قطر. واتهمت الدول الأربع الدوحة بدعم جماعات إسلامية متطرفة وبالتقارب مع إيران، وهو ما نفته الإمارة. وترافق قطع العلاقات مع إجراءات اقتصادية بينها إغلاق الحدود البرية والطرق البحرية، ومنع استخدام المجال الجوي وفرض قيود على تنقلات القطريين. 

قال الوزير القطري الجمعة خلال كلمة ألقاها في "منتدى حوارات المتوسط" المنعقد في روما "خلال الأسابيع الماضية انتقلنا من الاستعصاء الى إحراز بعض التقدم، لأن ثمة مباحثات مضت على قدم وساق بيننا وبين السعوديين على وجه الخصوص، ويحدونا بعض الأمل بأن تفضي هذه المباحثات الى نهاية الأزمة".

وأضاف الوزير، بحسب مقاطع فيديو من التصريحات نشرتها قناة "الجزيرة" القطرية "ما حصل في عام 2017 كان تعطيلًا للمنطقة، ونعتقد أن تسلسل الأحداث بعد حصار قطر قوض من أمن منطقتنا".

تابع "إننا على الأقل ننتقل من الطريق المسدود والاستعصاء والطلبات الـ13 وغيرها من التفاصيل الى الحديث عن رؤية مستقبلية"، رافضا الدخول في تفاصيل عن الموضوعات المطروحة والأشخاص الذين يخوضون المفاوضات.

تقدّمت الدول الأربع في 22 يونيو 2017 بلائحة من 13 مطلبا كشرط لإعادة علاقاتها مع الدوحة،  تضمنت إغلاق القاعدة العسكرية التركية الموجودة على الأراضي القطرية وخفض العلاقات مع إيران وإغلاق قناة "الجزيرة".

وجدد الوزير القطري التأكيد في المنتدى على رفض بلاده التدخل في سياستها الخارجية، مشيرا الى دور للوساطة الكويتية في إعطاء دفع للمباحثات.

هذه المرة الأولى التي تتطرق فيها قطر الى التطورات في المصالحة الخليجية بعد سلسلة مؤشرات إلى انفتاح من طرفي الأزمة على التفاوض حول مخرج، كان بينها دعوة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى قمة مجلس التعاون الخليجي التي تعقد خلال هذا الشهر في الرياض، ومشاركة كل من السعودية والإمارات والبحرين في كأس الخليج لكرة القدم في قطر.

ينتظر المراقبون بفارغ الصبر رد فعل قطر، والذي قد يمهد الطريق لعقد "مؤتمر مصالحة" على الرغم من العقبات الكثيرة التي تعرقل طريق الوفاق.

قال كريستيان أولريشسن من معهد "بيكر" للسياسة العامة في جامعة رايس الاميركية بعد دعوة الرياض للحاكم القطري إنّ "المؤشرات إلى أن المصالحة وشيكة تتضاعف".

قلّل بعض المراقبين السعوديين من دلالة هذه الخطوة، قائلين إن الملك سلمان كان يتبع البروتوكول فقط، مشيرين إلى أنه دعا الأمير القطري إلى حضور قمة العام الماضي أيضًا.

مبادرات رمزية 
لكن الأمير الشيخ تميم بين حمد آل ثاني رفض حينها الدعوة، موفدًا مبعوثًا عنه. ومثل مسؤولون كبار أمير قطر في مؤتمرات قمة دول مجلس التعاون الخليجي منذ فرض الحصار الاقتصادي في يونيو 2017، على الرغم من تلقيه دعوات إلى الحضور. 

تضاعفت المؤشرات إلى احتمال حصول انفراجة في العلاقات بين طرفي النزاع في الخليج، رغم رفض الدوحة الاستجابة لمطالب الفريق الذي تقوده السعودية بإغلاق محطة الجزيرة وخفض مستوى العلاقات مع إيران وإغلاق قاعدة عسكرية تركية في قطر.

وفي خطوة اتخذت في اللحظات الأخيرة خلال الشهر الماضي، أرسلت الدول الثلاث فرقها الرياضية للمشاركة في بطولة الخليج لكرة القدم التي تستضيفها قطر، ما أثار تكهنات بشأن احتمال تحقيق اختراق دبلوماسي وشيك.

وفي لفتة رمزية، سيّر الاتحاد البحريني لكرة القدم طائرتين تحمل مشجعين لحضور مباراة الفريق في نصف النهائي أمام العراق الخميس. وسافر الفريق السعودي مباشرة إلى الدوحة، رغم حظر الطيران المباشر بين البلدين، لكنّ الفريق الإماراتي التزم بالحظر وتوقف في دولة ثالثة.

لعبت الأقدار دورها، ووصلت السعودية، التي أقصت قطر تحديدًا، والبحرين للنهائي الأحد في الدوحة. وأجرى وزير الخارجية القطري محادثات مع مسؤولين سعوديين في الشهر الماضي، على ما أفاد مصدر دبلوماسي عربي.

ويبدو أن الهجمات الأخيرة على منشآت النفط السعودية وعدم تحرك واشنطن تجاه إيران التي اتهمت بالوقوف وراء تلك الاعتداءات، دفعت بالسعودية وحلفائها إلى التخفيف من حدة سياساتها. 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار