: آخر تحديث
الصدر "يهدد" بموقف من صراع واشنطن وطهران في بلده

الكاظمي يتحدى ميليشيات إيران: مستعدون للمواجهة الحاسمة

118
106
99
مواضيع ذات صلة

ايلاف من لندن: مع اقتراب الذكرى السنوية الاولى لاغتيال سليماني والمهندس وتصاعد التهديدت الاميركية الايرانية المتبادلة، شهدت بغداد ليل الجمعة توترا أمنيا خطيرا اثر اعتقال قيادي مليشياوي متهم بالارهاب وتهديد جماعته للحكومة بالانتقام، وتحذير رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي من مغامرات عبثية متحديا بالقول "مستعدون للمواجهة".. بينما "هدد" مقتدى الصدر بموقف من  الصراع الأميركي - الإيراني في بلده.

يحبس العراقيون انفاسهم حتى الثالث من الشهر المقبل حيث الذكرى السنوية الأولى لاغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني رفقة نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقية ابو مهدي المهندس في ضربة لطائرة مسيرة أميركية قرب مطار بغداد حيث تتصاعد مخاوفهم من تفجر الصراع الاميركي الايراني عسكريا على أراضيهم.

وأبلغت مصادر عراقية مطلعة "ايلاف" ان مليشيا عصائب اهل الحق التي يقودها قيس الخزعلي الموالية لايران قد دفعت بعناصرها المسلحة الى الانتشار في مناطق من العاصمة ليل الجمعة احتجاجا على اعتقال ثلاثة من مسؤوليها بينهم قيادي كبير لضلوعهم في قصف المنطقة الخضراء وسط بغداد مستهدفين السفارة الاميركية بداخلها بصواريخ الكاتيوشا الاحد الماضي.

وفي مقابل ذلك تم الدفع بتعزيزات من القوات ألامنية بعجلاتها وعناصرها المدججة بالسلاح في مناطق العاصمة المهمة لمنع اي اختراق أمني خاصة بعد ان هددت هذه المليشيا الحكومة بتنفيذ عمليات مسلحة ضد مقار أمنية في حال عدم اطلاق الثلاثة.

الكاظمي: مستعدون للمواجهة

وعلى الفور تحدى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي المليشيات التي وصفها بالجماعات المغامرة الخارجة على القانون مشددا بالقول "مستعدون للمواجهة الحاسمة إذا اقتضى الأمر".

وكتب الكاظمي على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" تابعتها "ايلاف" قائلا: "أمن العراق أمانة في أعناقنا، لن نخضع لمغامرات أو اجتهادات، عملنا بصمت وهدوء على إعادة ثقة الشعب والأجهزة الأمنية والجيش بالدولة بعد أن اهتزت بفعل مغامرات الخارجين على القانون. طالبنا بالتهدئة لمنع زج بلادنا في مغامرة عبثية اخرى، ولكننا مستعدون للمواجهة الحاسمة إذا اقتضى الأمر".

الكاظمي متجولًا في شوارع منطقة المنصور ببغداد

ترافقت هذه التطورات مع ما كشفت عنه وكالة الاستخبارات التابعة لوزارة الداخلية في تقرير لها الى الجهات الامنية العليا الجمعة، اطلعت "ايلاف" على نصه، يرد فيه: "توفرت لدينا معلومات من احد الاجهزة الامنية تفيد بنية مجموعة من فصائل الحشد التابعين الى عصائب أهل الحق  بتحشيد مجموعة والتوجه الى مقر وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية في منطقة الكرادة والمقرات التابعة لها في بقية المناطق ضمن بغداد وسيستعينون بقوة من مقر اللواء في معسكر التاجي يحمل عناصرها اسلحة ثقيلة ومتوسطة لغرض مساندتهم لاطلاق سراح احد افرادهم الذي تم اعتقاله في مدينة الصدر من قبل استخبارات ومكافحة ارهاب بغداد".  

وكانت هيئة الحشد الشعبي قد شكلت لجنة للتحقيق في قصف المنطقة الخضراء الاحد وأوصت باعتقال ثلاثة من المشتبه بتورطهم في القصف قامت اثرها قوات أمنية خاصة باعتقالهم للتحقيق معهم وبينهم قيادي كبير بمليشيا عصائب أهل الحق.
 
العصائب تتراجع

اشارت مصادر عراقية الى ان الموقف الامني في العاصمة كان على وشك الانفجار ليل الجمعة ما استدعى تدخل مستشار الامن القومي قاسم الاعرجي ورئيس تحالف الفتح هادي العامري لتهدئة الموقف والتحذير من جدية تهديد الكاظمي ما ارغم الخزعلي

على التراجع وتوجيه مسلحيه بعدم التصعيد والانسحاب من الشوارع لكي لا تخرج الأمور عن السيطرة الامرالذي اعاد الهدوء الى شوارع بغداد.

بحسب معلومات اجهزة اعلام محلية فإن عصائب اهل الحق استجابت لمبادرة قاسم الأعرجي لحل الأزمة مع الحكومة شريطة الافراج عن معتقلها خلال 48 ساعة فيما يرفض الكاظمي اطلاقه قبل انتهاء التحقيقات وصدور قرار قاضي التحقيق حول مصيره .

وكان قائد القيادة المركزية الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال فرانك ماكنزي قال الاربعاء إن وابل الصواريخ الذي تم إطلاقه على السفارة الأميركية في بغداد الأحد كان أكبر هجوم على المنطقة الخضراء منذ عام 2010 حيث بلغ عدد الصواريخ 21 صاروخًا.

الصدر يهدد

ومع تصاعد التهديدات بين واشنطن وطهران فقد دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر كلاً البلدين الى إبعاد العراق عن صراعهما محذراً من اتخاذ موقف سياسي وشعبي في حال عدم الاستجابة لذلك.

وقال الصدر في تغريدة حملت عنوان "نداء أخير" على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي "توير" تابعتها "ايلاف" السبت "ان العراق الحبيب وقع ضحية الصراع ( الامريكي - الايراني) وقد تضرر بصورة لا يصح السكوت عنها وكأنه ساحة لصراعاتهم العسكرية والأمنية والسياسية والفايروسية وذلك لضعف الحكومة وتشتت الشعب".

وتابع "لذا أوجه ندائي للجمهورية الإسلامية الإيرانية ( الجارة العزيز) أن تبعد العراق عن صراعاتها ولن نتركها في شدتها اذا ما حفظت للعراق وحكومته الهيبة والإستقلال".

وزاد قائلا "وأحذر الاحتلال من تماديه في ذلك الصراع.. فالعراق والعراقيون ليسوا طرفا في النزاع ونحن في طور بناء عراقنا الحبيب وفي حال عدم الاستجابة فسيكون لنا موقف سياسي وشعبي لاحمي شعبي ووطني ومقدساتي ونفسي من هذا التدخل غير المقبول بطريقة أو أخرى" لكنه لم يوضح طبيعة هذا الموقف الذي هدد به.

وأستطرد الصدر قائلا في الختام "العراق عراق علي وعراق الحسين ولن يتبع لأحد مهما كان وهو مصدر التشيع الحقيقي ومصدر المقاومة الاول ضد الاحتلال ولن يخضع ولن يركع إلا لله".

تهديدات أميركية متصاعدة

تأتي تغريدة الصدر هذه فيما تتصاعد حدة التهديدات بين الولايات المتحدة وايران وسط مخاوف من تفجرها الى مواجهات عسكرية سيكون العراق متضررا منها خاصة بعد ان اكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاربعاء الماضي إنه "سيحمّل إيران المسؤولية" في حال حدوث هجوم يستهدف أميركيين في العراق مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لاغتيال سليماني والمهندس .

وأرفق ترمب صورة لصواريخ مع تغريدة على تويتر قال فيها إن السفارة في بغداد تعرضت الأحد الماضي لهجوم بعدة صواريخ. واضاف "نسمع أحاديث عن هجمات إضافية ضد أميركيين في العراق" وحذر قائلا "نصيحة ودية لإيران: إذا قتل أميركي فسأحمل إيران المسؤولية. فكروا مليا".

ومن جهته كشف مسؤول أميركي الأربعاء أن "كبار مسؤولي الأمن القومي اجتمعوا في البيت الأبيض واتفقوا على مجموعة من الخيارات المقترحة لردع أي هجوم على أفراد عسكريين أو دبلوماسيين أميركيين في العراق".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار