: آخر تحديث

صوت السلام في مجلس الأمن

39
53
44

لا تخضع الانتصارات والمكانات المرموقة على المستوى العالمي لمعايير القوة فحسب، فلا بد من نهجٍ سياسيّ يحافظ على المسافة الواحدة من الجميع، والعمل من أجل إحلال السلام العالمي، ولا بد من حيازة ثقة الدول ذات السيادة في المعمورة، وانتخاب الإمارات لعضوية مجلس الأمن الدولي غير الدائمة يمثل مكانتها، ويعكس ـ كما اعتبره سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي - «دبلوماسيتها النشطة وموقعها الدولي ونموذجها التنموي» ويتبين ذلك من خلال:

أولاً، الدبلوماسية النشطة: إذ تتميز الإمارات بدبلوماسيتها المرنة المكرسة للصالح العام، وهو النهج المتفرد الذي تفتقر إليه معظم الدبلوماسيات العالمية التي تقرن السياسة بمصالحها الضيقة، حتى وإن كانت على حساب الشعوب الأخرى، ما يجعل نطاق حركتها وفاعليتها محفوفاً بالصدامات والمواجهات رفضاً وصراعاً، أما الدبلوماسية الإماراتية المرحب بها من الجميع، فتعطيها المرونةُ الفاعليةَ الحقيقية التي تضعها في خانة النشاط الدائم والتأثير الإيجابي لبحثها عن الاستقرار والصالح العام لشعوب العالم أجمع.

ثانياً، الموقع الدولي: فبلوغ المواقع المرموقة عالمياً ليس سهلاً، بل يمر بطريق شائكةٍ لا يمكن تجاوزها إلا بالجهود المضنية والدأب المستمر من أجل حلحلة القضايا العالقة عالمياً، وهذا ما ميّز الإمارات العربية المتحدة في جدية طرحها لأي فكرة لاحتواء الأزمات العالمية وفق مبدأ المسافة الواحدة من الجميع، وبناء جميع المفاهيم المتعلقة بها على الحوار ونبذ العنف والدعوة للسلام، بالإضافة إلى تعزيز ذلك بالدعم الكامل للحلول السلمية اقتصادياً وسياسياً، الأمر الذي جعل لـ«أبوظبي» مكانة مرموقة في موقعها الدولي على الخريطة السياسية لتكون بذلك صديقة للعالم أجمع.

ثالثاً، النموذج التنموي: التنمية هي الهدف الأسمى للعالم اليوم، ولا سيما في ظل الثورة التكنولوجية والتداخل الاقتصادي المعقد بين الدول كافة، والإمارات تُخضع التنمية لمبدأ راسخ يقوم على التكامل، إذ تعمل على النهوض بالقطاعات العلمية والاقتصادية والإدارية والقانونية وحتى الاجتماعية والثقافية بتوازن وثبات، الأمر الذي يجعل من التنمية مستمرة ومستدامة وهو ما تتطلع إليه كل الدول وتسعى لتطبيقه.

كل ذلك يجعل الإمارات العربية المتحدة دائماً في مكانها الصحيح الذي يليق بها، باستحقاقها للقمم كتتويجٍ لها على همتها العالية وسعيها الدائم لبلوغ سنام المجد بالجد والعمل، ولذلك كله تجد الإمارات اليوم منبرها لتكون صوت السلام العالمي في مجلس الأمن.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد