: آخر تحديث

أصداء التقارب السوري-التركي

23
19
17
مواضيع ذات صلة

تركيا وروسيا وسوريا، ما الذي يجمعهم بدمشق؟ روسيا في قاعدة «حميمين» المطلة على البحر المتوسط، والمحروم منه في الداخل، أما تركيا أولاً الحدود المشتركة التي تتهددها حكومة كردية، يلوح الغرب بها للضغط على أنقرة كلما قلبت تركيا عصى الطاعة، مرادف بغول الإرهاب المضاد للاستقرار.
الدول الثلاث، غارقة في مواجهة تحديات سياسية، لأن الجميع اليوم له مصلحة في إنقاذ النظام في سوريا بعد أن عجز «الربيع العربي» عن غرس بذرته الفاسدة في تلك الأرض الخضراء منذ الأزل. والسبب الرئيس لهذا التحرك راجع أولاً للحرب الدائرة الآن في أوكرانيا.
انفتاح الرئيس التركي على الحكومة السورية يمثل تراجعاً صريحاً عن سياساته الخارجية التي اتبعها خلال ما يقرب من 20 عاماً في السلطة، أنقرة غيرت بشكل تدريجي سياستها تجاه دمشق في السنوات الأخيرة بعد سيطرة الرئيس السوري على المتمردين.
الاجتماع «التركي-السوري» يأتي أيضاً في الوقت الذي يعمق فيه الرئيس التركي علاقته مع موسكو، ساعياً إلى تجاوز الانقسام بين روسيا والغرب بسبب الحرب الأوكرانية.
ولم تكن تركيا وحدها في هذا التوجه، بل إن النظام العربي ممثلاً في الجامعة العربية من خلال بعض أعضائها الفاعلين، قد بادروا إلى احتواء النظام السوري لإعادتها إلى لحمة الصف العربي ونأيها عن الارتماء في الحضن الإيراني.
النظام العربي منذ قرن نشأته كان قوائمه تعتمد على سوريا إلى جانب مصر والعراق، ولو اعتل نظام أي من هذه الدول يتأثر النظام كله، والغرب يدرك ذلك ويلعب على حبال أشبه بـ«السيرك» لضرب الاستقرار والأمن القومي العربي الذي يستحيل تجزئته.
غالباً أميركا تقف عظْمة معترضة على أي لقاء لا يتم استحضار عظمتها فيه، بهذا صرح سامويل وربيرغ، المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية، لـ«تلفزيون سوريا»: نحث الدول على النظر بعناية إلى تاريخ «نظام بشار الأسد»، الولايات المتحدة لم تغير سياستها تجاه «نظام الأسد» سنواصل العمل مع الحلفاء والشركاء لضمان وجود حل سياسي دائم في سوريا.
أكثر من عقد مضى على العقدة السورية ولم نر مشروعاً سياسياً يجتمع كافة السوريين، حتى المشروع العلماني الذي احتضنته فرنسا منذ بداية الأزمة قد أجهض في مهده، فماذا في جعبة أميركا اليوم بعد التحرك الروسي التركي السوري؟!
في معادلة الربح والخسارة ضمن هذه العلاقات التي تضم روسيا وسوريا وتركيا، ، نشرت صحيفة «دويتشه فيله» الألمانية تقريراً أهم ما جاء فيه: أن أردوغان يرغب في حل مسألة اللاجئين من خلال إعادتهم بشكل طوعي إلى سوريا، كما يبحث عن تخفيف الأجواء مع المعارضة التركية القومية من خلال المصالحة.
أما بوتين فيُعد من الرابحين في التقارب المحتمل، حيث يحتفظ بعلاقات جيدة مع نظيره التركي من جهة ويعتبر الداعم الأكبر لنظام الأسد من جهة أخرى، ما يمكنه من جمع صديقين له، بما يخدم مصالحه في سوريا والمنطقة.
وأخيراً أميركا وقوات المعارضة المسلحة يعدان أكبر الخاسرين من هذه المصالحة المحتملة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد